صباحُ الفل و الكادي
صباحٌ يتوشحُ بشالاتِ نورٍ, ويمشي الهوينا ليطرقَ ابواب الأمل, فمن منا يستجيب لابتساماتِ النهار؟! صباحٌ اكثر اشراقاً و أعذب, بدأ منتشياً ينفض غبار نعاسٍ يتعلق بإهدابه, صباحٌ يتمطط بكسلٍ و ابتساماتُ ذكرى قريبة تنعشه, يومٌ جديدٌ هو إذن, لابأس .. سـ ابدأه بكِ و لكِ أيضاً!
صغيرتي الأجمل
مازلتُ في حرم عذوبتك منذ البارحة, استعيد كل شيء, غضبكِ مني وثورتك، خشيت أن اخبرك كم أنتِ جميلة حين تثورين وأحجمت، مازلتِ بالنسبة لي (غوايةٌ) كبرى، أتنفسها وينبض بعشقكِ كلّ مابي، بعيداً عن تعجب و مناحات الماضي الجميل، أما كنتِ لي أعذب، و حلماً تحقق؟! ليالٍ طوال نعيد ترتيب النجوم، و عدّ أحلام متسربات، خبريني عن الإحتراق عشقاً، الإكتفاء حرماناً، عن الشبع جوعاً والشبق حضناً، افتقد كل ذلك رغماً عني، ومازلت إلى الغدِ أعدّ قرابيني وصلوات الغفران، أهلكني حنينٌ أسكنته الصمت عن عمد، ألجمت عشقي مراكب الحياة ودوامتها، علّها تخفف الوطء!! لاشيء يجدي، وما للماضي من قدوم أو تباشير عطف!!
اتعلمين الحزن وحده هو الحقيقة العارية التي نخجل منها!! فذواتنا قذرةٌ بشعة, تتستر باقنعة عديدة, لذا كان الليل غطاءنا, ففيه كانت ولادتنا الاولى, ففي الليل نكون بـ عريّنا وقبحنا واضحين, نخشى الليل, ونتدثر ببيوتنا, حين تنساب دموع الحزن .. نكون في اصدق تجليات ضعفنا و اطهرها!! فهل دموعنا تطهرنا؟!! أم يبقى ملحها عالقاً في تضاريس أجسادنا لتعود منتنة بعد نوبة صدق!! كم من جرائم ترتكب في الليل, وكم من موبقات و عهر و فجور!! في الليل يتغنى العاشقون باحلام أبعد من القمر, ووعود لا يطالها بشر, وأكاذيب لا تنتهي الا ببزوغ شفق!! فتتلاشى مخلفةً الضياع!! بالرغم من كل التخلف الذي نعيشه هنا, اتساءل احياناً .. كم من جيلٍ نحتاج لننضج!!
كم قناع نرتدي في اليوم؟! ومن اجل من نغير اقنعتنا باستمرار؟ انحن حقاً بهذا القبح الذي يستوجب توريته بأقنعة؟!! أم أننا نعيش في محيطٍ لا يرى إلا القبيح؟!! في كلتا الحالتين مازلنا نمارس فن الخداع, ونتقنه لدرجة تنسينا ذاتنا! أتعلمين أن الوهم هو الحقيقة الوحيدة في حياتنا, تلك التي امتلأت بالمتناقضات كالكوميديا السوداء, فمجتمعنا منقسم على ذاته كثيراً, مصابٌ بـ(النارسيسيزم), مجتمع مريض يجد المتعة في الجهل بما في نفسه, بتنا كما الجاهلية الأولى، تتقاسمنا طبقيات عدة، وتفرقة مقيتة لتصنيفات (أمرض)! فالعبرة ليست بالخطأ ولكن بدلالاته, ولكِ منها الكثير أينما يممتِ ناظريك، وابدأي العدّ في الطبقية .. مذهبية – اجتماعية – مناطقية – قبلية – اقتصادية، لاعليك، اخبريني فحسب لمََ التمسك بـ (خصوصيتنا) المقدسة، وقبلها ماهي؟! لاشيء سوى الخوف، التستر خلف أحرفها البراقة خشية انزلاق/فقد، مازلنا نغلف المرايا بالسولوفان ونخفيها بالذهب وصفحات (الدين والعرف)، خشية صدمة الرؤية، مشوهون حدّ العته!!
بعيداً عن ضوضاء الإحتجاج و(تغيير الكون) وصفوف المعارضة (المسرحية) نواصل التصفيق ببلادة، نبكي وننفعل مع فيلم ما، نفقز رعباً أو تجرفنا حماسة، ينجحون في الضحك علينا، هكذا نحن، كرماء كما قرأت ذات مرة في مدونة جميلة (نهب مشاعرنا لأول عابر طريق)!! لاتسأليني عن بلادتنا، فالكثير يعشق الجهل و يمارسه رغبة في الهدوء!! تطحن الأيام المرء فتضيق به أنفاسه وتمسي كل المشاهد ذات اللون القاتم يصمد .. ويقاوم .. لـ تزداد الحياة كآبة، لن أطيل عليك، سأدفن رأسي كما اعتدت دوماً قبيل منام، تحت وسادتي!!
تصبحين على عشق،
نايف