سألته إن كان بالمكتبة (سيرة) سيف بن ذي يزن؟ دهش جداً من سؤالي وابتسم، بالتأكيد موجودة وتفاجأت من سؤالك عنها، هذه السيرة اعتبرها من ذكريات الطفولة الجميلة، قرأتها للمرة الأولى وأنا في الحادية عشرة من عمري، أي تقريباً أكثر من 17 أو 18 عاماً :) عمرٌ طويلٌ حتماً، عاودني حنين قوي إليها الأيام الماضية، لا أعلم لماذا، ولكن رغبت في قرائتها مرة أخرى، أخذت أجزاؤها الأربعة، كل جزء مايقارب 600 صفحة من القطع الصغير تقريباً.
السيرة تحوي من القصص الكثير، جن وعفاريت وملوك وعبيد وخدم وقصور وحكم، الأبيات المتضمنة السيرة كذلك جميلة أنقل منها في الوصف والغزل
تجرت ذات حسن من ملابسها فقلت مالك خصبت الأناميلا
قالت مسحت بها ثغراً به عسل قلنا صدقت وما للثغر معسولا
قالت أتت دادتي قصدي تمشطني قلنا صدقت وللشعر مسدولا
قالت سواد جفون قد نظر لنا قلنا صدقت فما للطرف مكحولا
قالت يغار نسيم الصبح يذبله قلنا صدقت وماللعنق مهزولا
قالت لثقل عقود كنت البسها قلنا صدقنا وماللنهد مبذولا
قالت لشدة أرزاز أفرطها قلنا صدقت وماللحضر منحولا
قالت لثقل حياصات ومنطقة قلنا صدقت وذا السروال محلولا
قالت على تكتي قد دست فانقطعت قلنا صدقت وماللشيخ مبلولا
قالت أحيض كما يحيض نساؤكمو قلنا كذبت وليس العذر مقبولا
قالت سألت على ماليس تملكه فصرت عندي عديم العقل مهبولا
أنى لمثلك أن يحظى بمثل لم يخشى الردى ودما بالسيف مطلولا
يالهف نفسي على تلك الفتاة وهل أنال منها بيوم الوصل مأمولا
استغفر الله من قولي ومن عملي وكل ذنب عليه كنت مسؤولا
ومن أبيات التضرع إلى الله الجميلة أيضاً:
يارب طالت غربتي حقا وضاقت حيلتي ووقعت في أيدي العدا مأسورة في ذلتي
يامن عوائده الجميل ومن إلي فاقتي ياخالقي يارازقي ياعالما بسريرتي
إني دعوتك ياكريم وسامعا للدعوة بحث زمزم والحطيم بالصفا والمروة
وبحجر اسماعيل ثم الركن ثم الكعبة اقبل سؤالي ياجليل وفرجن من شدتي
كدت أنهي الجزء الأو حالياً، والسيرة لا تحتاج إلى شهادة أو رأي، أحببتها صغيراً ومازالت بالنسبة لي تاريخاً جميلاً يستحق أن يقرأ كثيراً، غنية بالوصف والتفاصيل، تعتمد على الراوي كذلك كثيراً، تظل سيرة الملك سيف بن ذي يزن مع عنترة والزير سالم اشهر السير العربية، وإن كانت الأخيرة حالياً هي الأبرز بحكم المسلسل الشهير :)