الأسبوع الماضي كنت في زيارة إلى المكتبة، بحثاً عن المزيد من الروايات والكتب، فاجأني صديقي (عبدالله) العامل هناك بأنهم (قد) ينتقلون إلى البحرين قريباً، لم استوعب جيداً، فأعاد بأنهم (ربما) ينتقلون إلى البحرين، سألته: ولمه؟ ليخبرني بابتسامة تحمل من المرارة الكثير: هرباً من المضايقات المتزايدة، تارة من هيئة الأمر بالمعروف وتارة من وزارة الإعلام، وحتى الأفراد لم نسلم من المتنطعين منهم! أجبته :برأيي الشخصي فقد اخطأتم حين نقلتم المكتبة من مقرها السابق على الطريق الدائري إلى هنا في طريق الملك عبدالله، فقد اقتربتم كثيراً من الرقابة حيث أسهل الوصول إليكم، وربما حتى (لتمضية وقت الفراغ) بالنسبة لهم!!
اتساءل عن عقلية الرقيب التي ماتزال مسيطرة للآن على الكثير، (صِهر أخي) يعمل في الرقابة على المطبوعات في وزارة الإعلام، دار نقاش حادّ بيننا قبل ثلاث أو اربع سنوات لست اذكر تحديداً، والسبب رواية لـ عبدالله التعزي بعنوان (الحفائر تتنفس) حيث كان هو من رفض فسحها، وكان الجدل في لماذا ومن يحمي المجتمع مماذا تحديداً؟! الرواية فسحت أو مُررت عن مضض، وهلوست بها قليلاً، هذا من جهة وزارة الإعلام، أما هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذا استطاع أحد أن يحدد لي صلاحياتهم أو النظام الذي يعملون عليه بعيداً عن اجتهادات .. سأعود :)
هذه المرة حرصت على اقتناء بعض الروايات اليابانية، على رأسها رواية (الجميلات النائمات) لـ ياسوناري كاواباتا، هذه الرواية التي تعتبر من أشهر الروايات اليابانية والوحيدة التي تمنى أن يكتبها (جابرييل ماركيز) بنفسه، إذا انتهيت من الرواية سأعود للحديث عنها قليلاً هنا، اهتمامي بالأدب الياباني بعد اطلاعي على مدونة محمد سايتو الجميلة، راسلته وأجابني بجميل الحروف رداً احمل له امتنان، أجريت لقاءً معه حول مدونته ستنشر هذا الأسبوع في جريدة الرياض، الأدب الياباني شبه مغيب لدينا، شخصياً من الأدب الآسيوي إن صحّ التعبير لا أعرف سوى الروسي، وأودّ كشف المزيد من جمالهم هناك، وعيني على الأدب الهندي والصيني بعدما قرأت عن الفلسفة الهندية والصينية ماجعلني شغوفاً لقراءة رواياتهم، ولكن لم اتحرك إيجاباً إلاّ الآن، ربما بعد أن انتهي من الروايات اليابانية التي لدي أعود لأبحث عنهما ، آمل ان تظل المكتبة التراثية في مكانها بالرياض حينذاك.
المكتبة التراثية لمن لايعرفها، هي متنفس المثقفين ومحبي القراءة في الرياض، فقد اغنتنا عن زيارة البحرين أو (البحث) وشحذ الكتب من الأصدقاء والمكتبات في المنامة وبيروت، غنية بالفعل ومميزة، وقريباً ستصدر رواية ل(غازي القصيبي) والإهداء .. لصاحب المكتبة التراثية بالإسم، كل ما آمله الآن، أن يبقوا ولا يرحلوا، وفي بالي سؤال: كيف أستطيع أن ادعمهم؟
هناك تعليقان (٢):
ها أنا أصل متأخرة!
لكن موضوع مكتبة التراثية أحزنني كثيراً، واستفزني أكثر..
كانت المكتبة متنفسا جميلا، بل ومذهلاً في صحراء لا يشبهها في قحلها شيء!!
إن كان ما يقوله (عبد الله) أمراً تم البت بأمره من قبل (أبو وائل) فهي خسارة حقيقية لنا..
لا وجه أسطع من التراثية في الرياض، وحين تغيب.. فبالتأكيد سنتراجع كثيرا!!
اسمح لي نايف باستعارة فكرتك .. أظن أن (التراثية) بحاجة لحملة مساندة حقيقية، ليس من أجلنا فقط.. بل من أجل وجه الرياض الذي يكاد يفقد ملامحه!
سيدة الحروف الأنيقة
لم تتأخري كثيراً، بـ وصولك يبدأ الوقت
المكتبة اعتبرها المشروع الأجمل بالرياض، وحين استقبل ضيوفاً من خارج الرياض أحرص على أن اعرج بهم هناك، لم يقرر أبو وائل بعد، وآمل ألا يفعل أيضاً
فكرة المساندة الحقيقية سأنتظر منك بلورتها بشكل اجمل لنستطيع العمل عليها جميعاً، والكثير يهمهم أمرها، شخصياً أمرها مساء كل جمعة إما لشراء أو تصفح.
إن قررت زيارتها يجب أن تشتري شيئاً من الأدب الياباني والهندي، ستعجبك حتماً، اسألي عبدالله وسيوجهك :)
دمتِ بودّ
إرسال تعليق